الجمعة 13 شوال 1441 هـ

الموافق 5 يونيو 2020 م

الحمد لله الذي شرع للإنسان ما يحفظ صحته، ويصون قوته، ويقيه سقمه وعلته، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، بيده الضر والبلاء، والنفع والشفاء، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، أكثر الناس حرصا على ما يحميه، وأبعدهم عما يضره ويؤذيه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وأزواجه وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد، فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله تعالى، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)

واعلموا رحمكم الله، أن الصحة فتيل نشاط الإنسان، ومنبع قوته، بل هي قوام الحياة، ولا تقوم حضارات الأرض إن كانت شعوبها على علل، ولا تستقيم نعم الدنيا مع مرض مقعد، أو وباء قاتل، ولذا وهب لها الإسلام اهتمامه ومنحها رعايته، فجعل من ضرورات الدين المحافظة على النفس البشرية، وشرع من التشريعات المتعلقة بحرمتها وصيانتها ما يضمن لها البقاء، ليحافظ على قوتها وفتوتها، ويبعدها عن كل ما من شأنه الإضرار بها أو التعدي عليها، ومن أهم القواعد المتعلقة بذلك المحافظة على النظافة العامة والخاصة، والتزام القواعد الصحية السليمة، فالمتطهرون أحباب الرحمن، يقول الله تعالى: (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) وَتَأَمَّـلُوا رحمكم الله قَوْلَ المُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم: (الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ)، كما أن الصلاة عمود الدين تقوم على الوضوء الذي من معانيه النظافة والطهارة، يقول صلى الله عليه وسلم: (لا صَلاةَ لِمَن لا وُضوءَ لَه) ، كما شرعت الاغتسالات الواجبة والمستحبة لتحقيق هذا الهدف العظيم.

وجعل الإسلام لتحصيل النظافة خمسة أمور  من الفطرة، وذكر منها الاستحداد؛ أي: إزالة شعر العانة، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط، وقص الشارب، ومن علل ذلك أنها موطن

اجتماع القاذورات، ورأى الرسول صلى الله عليه وسلم رجلاً لم يهذب شعر رأسه ولحيته، فأشار إليه بيده؛ يعني: أن اخرج كأنه يعني: إصلاح شعر رأسه ولحيته، ففعل الرجل، ثم رجع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أليس هذا خيراً من أن يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان)  وحينما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم رجلا عليه ثياب متسخة قال: أما كان هذا يجدُ ماءً يغسلُ به ثوبَه؟  أيها المؤمنون: من يتتبع الإرشادات النبوية يجدها واضحة جلية في الوقاية والتحصين من الأمراض فقد جاء الأمر بعزل المريض عن الأصحاء عند انتشار الوباء، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الطاعون: (فَإذَا سَمِعْـتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلا تَدْخُلُوا عَلَيْهِ، وَإذَا وَقَعَ فِي أرْضٍ فَلا تَخْرُجُوا فِرَاراً مِنْهُ) والحديث يقرر ما يسمى الآن بالحجر الصحي أو العزل المنزلي عند انتشار الوباء، كما جاء النهي عن قضاء الحاجة في الماء الذي يستعمله الناس في وضوئهم واغتسالهم وسائر شؤونهم حرصاً على السلامة العامة، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (اتَّقُوا المَلاعِنَ الثَّلاثَ: البَرَازَ فِي المَوَارِدِ، وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ، وَالظِّلِ)، فالنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التخلي في الموارد، والمقصود بذلك قضاء الحاجة بموارد المياه والطرق؛ لما تحدثه تلك القذارات من أضرار بها؛ فإلقاء النجاسات في المياه الراكدة أو الدائمة يصيب الناس بأمراض خطيرة، وسببها الأول قضاء الحاجات في المياه أو بالقرب منها، فقضاء الحاجات في هذه الأماكن يتعرض فاعلوه للسب من الناس ولعنهم؛ لأنهم أضروا بهم، والأحاديث في هذا الباب كثيرة.

عباد الله: وللمحافظة على الصحة الشخصية جعل الإسلام من الآداب الضرورية غسل اليدين قبل النوم وبعده، وقبل الطعام وبعده، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(مَنْ نَامَ وَفِي يَدِهِ غَمَرٌ -أيْ دَسَمٌ- وَلَمْ يَغْسِلْهُ فَأصَابَهُ شَيءٌ فَلا يَلُومَنَّ إلاَّ نَفْسَهُ)، ويقول علَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ : (إِذَا اسْـتَيْـقَظَ أحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلا يَغْمِسْ يَدَهُ فِي الإنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلاثًاً، فَإنَّهُ لا يَدْرِي أيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ)،  واهتم الإسلام كذلك بالغذاء باعتباره العنصر الفعال في نمو الجسم وقوته، والطاقة المحركة التي تمكنه من أداء وظائفه، فأحل الله كل طيب من طعام وشراب، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) ، لقد أجمع العلماء والأطباء قديماً وحديثاً على أن المعدة بيت الداء، وأن الحمية رأس كل دواء، وأن الوقاية خير من العلاج، وأن الدواء قلما ينفع مع عدم الوقاية والحمية، وقد سبق القرآن الكريم التشريعات الحديثة في تقرير القواعد الصحية الكبرى، وأنزل آية قرآنية جمع فيها أكثر علم الصحة والاقتصاد فقال: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) ويَقُولُ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم : (مَا مَلأَ ابْنُ آدَمَ وِعَاءً شَرًّاً مِنْ بَطْنِهِ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإنْ كَانَ لا مَحَالَةَ، فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ).

عباد الله: ومن محافظة الإسلام على صحة الإنسان وعافيته أن شرع الصوم للمسلمين، وإن كان الصوم سابقاً في الأديان الأخرى قبل الإسلام، لكن الإسلام هو الذي وضع لفريضة الصوم الضوابط وحدد أوقاته بدءاً ونهاية، حيث جعله شهراً واحداً على رأس كل عام، وأتبعه بصيام النوافل لمن أحب التزود من الأعمال الصالحة، وفي الصوم حمية عامة لأعضاء الجسم كافتها، فهو دواء عام لكل عضو من الأعضاء والأطراف.

أيها المسلمون: ومن محافظة الإسلام على الصحة الإنسانية أن حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وفي ذلك إشارات صحية حية ومداواة لذوي القلوب الضعيفة التي تلعب بها أهواؤها، فإن ارتكاب المحرمات وتعاطيها،

من خمور ومخدرات ومفترات وزنى وفجور، يكون مدعاة لانتقال العدوى بشتى الأسقام والأورام التي لا يرجى برؤها. وهذا هو ما تشكو منه كثير من الدول والبلدان التي تدعي الحضارة والرقي، ولكنها حضارة ورقي مزعوم مفترى مكذوب. فكيف ترجى السلامة من العلل والآفات لمجتمعات نزلت بها أخلاقياتها إلى الحضيض، فأشبهت الحيوانات العجم في تصرفاتها الشنيعة، (إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا)

عباد الله: ومن رعاية الإسلام وعنايته بالصحة العامة للأفراد والجماعات قيامه ورعايته لحقوق الطفل صحياً؛ ذلك الفرد القاصر الذي لا يستطيع أن يفصح عما يلم به من أمراض، فقد ثبت أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم كان يحنك بالتمرة ثم يضعها في فم الطفل الرضيع. وفي ذلك إرشاد بتطعيم الأطفال عبر طفولتهم ضد الأسقام والأوبئة التي تتناقل بالعدوى، فقد أثبت العلم الحديث

غذاء كامل غني بجميع ما يحتاج إليه الجسم البشري، وإذاً فالسبق للإسلام لا للعلم الحديث، وما امتداد العلم الحديث إلا من هدي الإسلام، وهذا العمل الطبي الناجح بالتجربة أعنى التطعيم جدير بالمسلم أن يتبعه بانتظام للعمل والحرص على سلامة الأطفال الأبرياء.

ولا يجوز للمسلم أن يترك مثل هذا التداوي للأطفال الصغار مدعياً التوكل على الله، لأن فعل الأسباب لا ينافي التوكل على الله، ويكفي الإسلام فخراً تقدمه العلمي (طبياً)، وفي جميع المجالات.

عباد الله : لا يزال الطب يكتشف يوماً بعد يوم الآثار الإيجابية والنتائج الباهرة لهذه القواعد الصحية الربانية التي جاء بها الإسلام للمحافظة على الصحة والوقاية من الأمراض البدنية، فالمسلم حين يلتزم نظاماً معتدلاً في غذائه ونومه وعبادته، ويحسن التحكم في غرائزه وشهواته، يكون قد عمل بأسباب الصحة، وإن من حرص الإسلام على الصحة

تربية أتباعه على التحكم في شهواتهم وغرائزهم، ونهيهم عن تعاطي كل ما يضر بعافيتهم، ويهدد سلامة بنيتهم، فحرم عليهم الخبائث جميعها، في الوقت الذي فتح باباً من البدائل الطيبة التي بثها في الأرض، يقول الله تعالى: (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) إن اختلال النظام الغذائي والوقائي في حياة بعض الناس، يؤثر في النظام الجسدي والتوازن فيه، فيحدث المرض، فإذا وقع لسبب واضح أو لحكمة إلهية خفية، فعلى الإنسان أن يسعى إلى العلاج والتداوي عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (تَدَاوَوْا عِبَادَ اللهِ؛ فَإِنَّ اللهَ لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلاَّ جَعَلَ لَهُ دَوَاءً)، والتداوي إنما يكون باستشارة طبيب حاذق، والأخذ بالنصائح والقواعد الصحية والطبية المقررة عند المختصين.. بهذه التعاليم الحكيمة عباد الله حفظ الإسلام للمسلم صحته، وصان جسمه ليجمع له مع قوة العقل والروح قوة الجسم،

حتى يصير شخصية متوازنة يؤدي وظيفته في الحياة على أحسن الوجوه وأتمها.

فاتقوا الله  عباد الله ، وخذوا بأسباب الصحة والعافية، وتقووا على أداء حقوق الله وحقوق العباد، تسعدوا في دنياكم وأخراكم.

اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى، وبصفاتك العلا، وبرحمتك التي وسعت كلّ شيء، أن تمنّ علينا بالصحة والعافية، وبالشفاء العاجل، وألّا تدع فينا جرحاً إلّا داويته، ولا ألماً إلا سكنته، ولا مرضاً إلا شفيته، وألبسنا ثوب الصحة والعافية عاجلاً غير آجل، وشافِنا وعافِنا واعف عنا، واشملنا بعطفك ومغفرتك، وتولّنا برحمتك يا أرحم الراحمين.

نفعني الله وإياكم بالقران العظيم، وبهدي سيد المرسلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله المنعم على عباده بعظيم آلائه، نحمده سبحانه على تعاقُبِ نعمائه، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله، أفضل رسله وخاتم أنبيائه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأزواجه وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد فيا أيها الأخوة والأخوات في الله: إن خطب الجمعة في الإسلام شرعت لحكم، منها ما هو تعبُّدي، ومنها ما فيه بيان لنفع الناس في أمور دينهم ودنياهم وأرواحهم وأبدانهم، وإن مملكة البحرين حرسها الله، بقيادة جلالة الملك حمد بن عيسى وولي عهده ورئيس وزرائه حفظهم الله، سخرت كافة الإمكانيات من أجل الحفاظ على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين وحمايتهم من وباء الكورونا،  كونها أولوية تسعى دوماً من أجل تحقيقها، وأن الواجب على كل فرد في هذا الوطن مسؤولية حماية نفسه وأسرته ومجتمعه من خلال الالتزام بكافة التعليمات

والإجراءات الاحترازية، التي تصدر عن فريق البحرين الوطني والطبي المتمثل في قوة الدفاع ووزارة الداخلية والدفاع المدني، ووزارة الصحة، ووزارة العدل والأوقاف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة وشئون الإعلام وغيرها من الجهات المختصة، فإن ذلك مطلب شرعي وواجب وطني، وطاعة لتوجيهات ولاة الأمور. فقد حذرنا المختصون جزاهم الله خيراً وبارك في جهودهم، من هذا الوباء الفتاك وهم أعلم الناس بخطره، بحُكْم المسؤولية المنوطة بهم، وهم يحذرون بعلمٍ، ويذكرون الوسائل للوقاية من هذا الوباء، بعون الله وفضله في كافة وسائل الإعلام المتعددة؛ حرصاً منهم على سلامة الناس، وحمايةً لهم ولأولادهم وللمجتمع، وحثاً لهم على الالتزام بالتباعد الاجتماعي، وتجنب المصافحة باليد أو المعانقة أو تقبيل الآخرين، والاكتفاء بإلقاء التحية والسلام، وغسل اليدين بالماء والصابون باستمرار، ولبس الكمام، وتجنب لمس العين أو الأنف أو الفم إلى جانب تجنب الاختلاط  بالناس أو حضور المجالس العامة، ولزوم البقاء في البيوت وعدم الخروج إلا للضرورة وتفعيل وسائل التواصل الاجتماعي فعلى الجميع ألَّا يستهينوا ويستخفوا بمثل هذه التحذيرات، أوالالتزام بهذه الإجراءات، وألَّا يتكلموا بغير علم، أو يُصدِّقوا بعض وسائل التواصل الاجتماعي وبعض أقاويل المرجفين الذين يَدَّعُون أن هذا ليس بحقيقة، أو أن المقصود حصول مصالح لبعض الشركات الصحِّيَّة من أجل بيع منتجاتها، فيُصدِّق بعضُ الناس كلامَهم، فيقدمونهم على أصحاب العلم والطب والمعرفة والمسؤولية والاختصاص، ولو زار هؤلاء المستشفيات والمرضى والمصابين بهذا الوباء شفاهم الله وعافاهم، لعرَفُوا أنهم ضرُّوا غيرَهم وهم لا يشعرون، وقد حذَّر الله تعالى من القول بغير علم في قوله تعالى: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً) وقال تعالى: (وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ، وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ، وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً) وقال جل وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِين) وقال صلى الله عليه وسلم: (كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْماً أَنْ يُحَدِّث بِكُلِّ مَا سَمِعَ) نسأل الله تعالى أن يحفظنا وبلادنا وبلاد المسلمين وبلاد العالم أجمعين من كل سوء وبلاء ووباء ومكروه إنه ولي ذلك والقادر عليه. اللهم يانافذ القضاء، وقابل الرجاء، ويا مجيب الدعاء، أبدل ماكتب علينا من أيام محن وبلاء، بأيام منن وعطاء، واجعل خاتمة مابقي من أعمارنا خيراً مما انقضى منها، وقدر لنا من الأرزاق أوسعها، ومن العافية أكملها، يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا والزلال والمحن، وسيء الأسقام والأمراض، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن، عن بلدنا البحرين خاصة وعن سائر بلاد المسلمين وبلاد العالم أجمعين.

اللَّهُمَّ إِنِّا نعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ ياسميع الدعاء.. اللهم ألطُف بِنا فيما جَرت بهِ المَقادِير، وارفَع مَقتكَ وغَضبَك عنًا برحمتِك يا أرحمَ الراحِمين.. اللهم آمنا في وطننا وفي خليجنا، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين،اللهم وفق ولاة أمورنا، وفق ملكنا حمد بن عيسى ورئيس وزرائه خليفة بن سلمان وولي عهده سلمان بن حمد، وفقهم لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى وهيئ لهم البطانة الصالحة الناصحة يارب العالمين.

اللهم وفِّق المسئولين والعاملينَ والمتطوعين في فريق البحرين الوطني في القطاع الصحي والعسكري والأمني والإعلامي والإداري والتطوعي، اللهم أَعِنْهم وانفع بهم، وبارك في جهودهم، وسدِّد رأيَهم وألهمهم الصوابَ والرشدَ، وأحفظهم من كل سوء ومكروه برحمتك وفضلك وجودك يا أرحم الراحمين.

اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح قادتهم وعلماءهم وشبابهم وفتياتهم ونسائهم ورجالهم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم انصر عبادك المستضعفين في كل مكان؛ اللهم حرر الأقصى من أيدي  الغاصبين، اللهم ارزقنا فيه صلاة طيبة قبل الممات يا رب العالمين…

الْلَّهُمَّ نَوِّرْ عَلَىَ أَهْلِ الْقُبُوْرِ مَنْ الْمُسْلِمِيْنَ قُبُوْرِهِمْ، وَاغْفِرْ لِلأحْيَاءِ وَيَسِّرْ لَهُمْ أُمُوْرَهُمْ، الْلَّهُمَّ صَلِّ وَسَلَّمَ وَزِدْ وَبَارِكَ عَلَىَ سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ.. (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)

     خطبة جامع الفاتح الإسلامي – عدنان بن عبد الله القطان – مملكة البحرين